الأسواق
الحسابات
المنصات
الإستثمار
برامج الشراكة
المؤسسات
مسابقات
ولاء
الأدوات
كتبه سامر حسن
تم التحديث 24 نيسان 2025
يميل المستثمرون المحترفون إلى استخدام مقاييس أكثر منهجية وشمولاً من المقاييس التقليدية للربح والخسارة. عادة ما تكون مقاييس العائد المرجح بالمخاطر من بين أبز المقاييس المستخدمة لتقييم أداء المحافظ الاستثمارية ومدراء الأصول.
في حين أن بعض مقاييس العائد المرجح بالمخاطر تستند في الحساب إلى مجمل التقلبات، سواء صعوداً أم هبوطاً، بما قد يتسبب في تضخيم المخاطر أو تقليلها. من هنا جاء الحاجة إلى مقياس يعتمد على المخاطر المتولدة من التقلبات السلبية للأسعار، وهي نسبة سورتينو.
في هذه المقالة، نتعرف على ما هي نسبة سورتينو وكيفية حسابها إضافة إلى كيفية تفسير قراءتها وكيفية استخدامها. كما نقارن نسبة سورتينو مع مقاييس العائد الأخرى المرجحة بالمخاطر وأبرزها نسبة شارب.
نسبة سورتينو هي من مقاييس العائد المرجح بالمخاطر وتستخدم لتقييم كفاءة إدارة المخاطر.
تعد نسبة سورتينو تطويراً لنسبة شارب وتتميز عنها بطريقة قياس المخاطر وتستخدم نهجاً يُركز أكثر على الخسائر.
· تتمير نسبة سورتينو باستخدام انحرافات التقلبات السلبية للعوائد بدلاً من الانحراف الإجمالي لجميع العوائد.
سجل للحصول على حساب تجريبي مجاني وطور استراتيجياتك في التداول
طورت هذه النسبة من قبل فرانك سورتينو وبرزت في ورقة بحثية نشرت في العام 1981 في مجلةJournal of Risk Management. حيث قد استند سورتينو إلى نظرية المحفظة الاستثمارية الحديثة والتي تدل على أن التقلبات على الجانب السلبي للأسعار هي ما تهم المستثمر – حيث إن التقلبات الإيجابية هي ذات فائدة للمستثمر.
هذا ما كان على نقيض من النسبة طورها ويليام شارب في العام 1966 وسميت باسمه والتي تستند في حسابها إلى الانحراف المعياري لتغيرات الأسعار سواء صعوداً أم هبوطاً، وبالتالي فإن نسبة سورتينو هي نسبة مطورة من نسبة شارب.
من حيث المبدأ، تقوم نسبة سورتينو على ترجيح العائد بالانحرافات الهبوطية للأسعار. أي تستند إلى مبدأ أن المخاطر الهبوطية تستوجب تحقيق عوائد أعلى للتعويض.
تسند نسبة سورتينو في الحساب إلى متوسط العائد المحقق والعائد المستهدف تحقيقه على الأقل والانحراف السلبي للعوائد وذلك وفق المعادلة الآتية:
حيث إن:
تمثل R متوسط العائد التي تم تسجيله في فترة الدراسة أو العائد المتوقع.
في حين T هي العائد المستهدف أو قد يكون هو العائد الخالي من المخاطر – الذي عادة ما يكون معدل العائد على سندات الخزانة الأمريكية.
أما DD هي الانحراف السلبي للعوائد والتي تحسب عبر طريقة معدلة من طريقة حساب الانحراف المعياري وذلك وفق المعادلة الآتية أيضاً:
تمثل N امتداد فترة الدراسة (أو حجم العينة).
أما r_i فهو العائد المحقق في الفترة i.
نلاحظ أن المعادلة السابقة تستند فقط إلى العوائد الأقل من الصفر وتحسب من حيث المبدأ البسيط مدى انحرافها عن العائد المستهدف. في حين أن الطريقة التقليدية لحساب الانحراف المعياري تستند إلى قياس مدر انحراف العوائد سواء الإيجابية أم السلبية عن متوسطها.
المثال الآتي يوضح خطوة بخطوة كيفية حساب نسبة سورتينو وذلك لعوائد محفظة استثمارية خلال فترة سبعة أعوام على افتراض أن العائد المستهدف (T) هو 2%. في البداية، يوضح الجدول الآتي كيفية حساب الانحراف السلبي للعوائد (DD):
Year 1
Year 2
Year 3
Year 4
Year 5
Year 6
Year 7
r
3%
6%
-3%
-2%
7%
-1%
Average (r)
1.86%
Min(0,r-T))
0%
-5%
-4%
Min(0,r-T))^2
0.00%
0.25%
0.16%
0.09%
Average (Min(0,r-T))^2)
0.07%
Square root
2.67%
عليه، تحسب نسبة سورتينو كما الآتي:
كما رأينا في المثال أعلاه، نرى أن نسبة سورتينو يركز حصرياً على تقلبات العوائد السلبية وتلك التي تقع دون مستوى محدد مسبقاً. هذا النهج يتيح إجراء تحليلات أكثر تحديداً للمخاطر، خاصة في الحالات التي يكون فيها هدف المستثمر الرئيسي هو تقليل الخسائر بدلاً من التعامل مع تقلبات العوائد على جانبي الصفر بشكل عام بشكل عام.
عموماً، يدل ارتفاع قيمة نسبة سورتينو على قدرة مدير الاستثمار أو المحفظة على تحقيق عوائد أعلى مقارنة بمستوى المخاطر المتعرض له. في حين لا توجد عتبة تفصل ما بين القراءة الجيدة أو السيئة لنسبة سورتينو، وعليه يجب أن يكون حساب النسبة ضمن إطار معين.
على هذا الأساس، يمكن مقارنة قراءات نسبة سورتينو لمجموعة من المحافظ التي يديرها مدراء الأصول لمعرفة أي منهم ذو قدرة أكبر على إدارة المخاطر أو مراقبة تطور النسبة عبر الزمن لمحفظة ما لرصد تطور فعالية إدارة المخاطر.
في حين قد يعتمد تفسير نسبة سورتينو بشكل كبير على اختيار العائد المستهدف. حيث قد يؤدي العائد المستهدف على نحو طموح للغاية إلى إعطاء تصور مبالغ فيه للمخاطر السلبية المحيطة، بينما يمكن أن يؤدي المستهدف المعتدل جداً إلى إخفاء التقلبات السلبية الكامنة ذلك أن النسبة قد ترتفع إذا ما ارتفع انخفض العائد المستهدف.
مقياس عائد مرجح بالمخاطر: المقاييس البسيطة لحساب العائد عادة ما تكون مضللة وتقدم صورة منقوصة للمستثمر. في حين أن نسبة سورتينو تقوم بترجيح هذا العائد بناءً على قدرة المخاطر التي يتم التعرض إليها، وكلما ارتفعت المخاطر كلما ارتفع معدل العائد المطلوب.
التركيز على مخاطر هبوط الأسعار: من خلال التركيز على العوائد السلبية، يستطيع المستثمر التخلص من التشتيت الذي قد تحدثه الارتفاعات المفاجئة للأسعار في تقديره للمخاطر.
موائمة حاجة المستثمر: من خلال التركيز حصريًا على العوائد التي تقل عن حد مُحدد مسبقًا، تتوافق حاجة المستثمر الذي يريد تحديد حد الربح الذي يراه مناسباً أو مع حاجة المستثمر الذي يتسم بتقبل محدود للمخاطر.
العوامل الذاتية في اختيار العائد المُستهدف: يكمن أحد القيود الرئيسية لنسبة سورتينو في اختيار الحد الأدنى للعائد المُستهدف. حيث قد يُبالغ المستثمر في تحديد العائد المستهدف بما قد يؤدي إلى التقليل من نسبة سورتينو وتقييم غير واقعي لإدارة المخاطر، بينما قد أن التقليل من العائد المستهدف قد يقلل من حجم المخاطر المحيطة وذلك عندما يرى المستمر نسبة سورتينو آخذة في الارتفاع خصوصاً في الطور الصاعد في السوق.
إهمال الجوانب الخفية للعوائد الإيجابية: من الصحيح أن إهمال التقلبات الناتجة عن العوائد الإيجابية قد يقدم تصوراً أوضح للمخاطر. إلا أن التقلبات العالية الناتجة عن تتالي العوائد المرتفعة نسبياً قد يدل على إمكانية انعكاس مسار السوق في الفترة المقبلة وتصحيح الارتفاعات السابقة وعكسها إلى خسائر ضخمة، وهذا لا ينعكس في حساب نسبة سورتينو.
الحساسية للعوائد المتطرفة: قد تحدث انهيارات مفاجئة للسوق تدوم لفترة قصيرة لكن بأحجام هائلة تؤدي في النهاية إلى الضغط على قراءة نسبة سورتينو لتكون أقل مما يجب.
في البداية، نٌذكّر بإن نسبة شارب هي مقياس للعائد مرجح بالمخاطر، لكن تختلف عن نسبة سورتينو بأنها تأخذ بالحسبان التقلبات الإيجابية والسلبية – الانحراف المعياري بالمجمل للعوائد – كمقياس للمخاطر. في حين أن قياس المخاطر عبر الانحراف المعياري للعوائد يجعل تأثير العوائد الإيجابية والسلبية ذات نفس القيمة المطلقة متماثلاً، وهذا قد لا يبدو مقبولاً أو واقعياً بالنسبة لبعض المستثمرين.
حتى إن كانت نسبة شارب تبدوا مقياساً أكثر شمولاً – كما قلنا بأن إهمال العوائد الإيجابية قد يقدم أحياناً تصوراً منقوصاً للمخاطر المحيطة – إلا أن معاملة العوائد الانحرافات الإيجابية كما السلبية قد لا يصب في صالح المستثمرين الذين يسعون في المقام الأول للحفاظ على رأس مالهم.
في ذات الوقت، فإن التأثير المتماثل للعوائد الإيجابية والسلبية في قراءة نسبة شارب قد يبقي تقييم مدير الأصول عرضة للضرر فيما إذا تم تسجيل عوائد متطرفة إيجابية وأعلى على نحو جوهري من المتوسط وإن كانت تتلوها أو تسبقها عوائد سلبية مقبولة. عليه، فإن الأخذ بعين الاعتبار الجانب الضار من التقلبات قد يكون أكثر واقعية أحياناً في تقييم كفاءة إدارة المخاطر.
كما أن النسبتين تتشابهان في الجوانب السلبية في بعض النواحي. حيث أن كلا الأسلوبين المتبعين في قياس المخاطر يتأثران بالقيم المتطرفة من العوائد، وهذا ما قد يتسبب بتقديم صورة أبعد عن الواقع وتقييم أقل واقعية لكفاءة إدارة المخاطر.
يمكن استخدام نسبة سورتينو في العديد من الجوانب بهدف تقييم العوائد على نحو مرجح بالمخاطر وبما يتناسب مع حاجة المستمر وذلك وفق الآتي:
تقييم أداء صناديق التحوط: عادة ما تحقق صناديق التحوط عوائد جذابة خصوصاً في الفترات التي تشهد ازدهاراً في السوق. إلا أنه من الصعوبة أن تبقى العوائد التي تفوق متوسط مستدامة، علاوة على أنها قد تقلل من شأنه المخاطر الهبوطية. في حين أن تركيز نسبة سورتينو على تقلبات العوائد السلبية من شانها أن يقدم تقييماً أكثر تحفظاً لإدارة المخاطر بعيداً عن الضجيج الذي قد تحدثه العوائد الإيجابية المرتفعة للغاية.
تقييم أداء المحفظة الاستثمارية: يمكن للمستثمرين الأكثر تحفظاً تتبع أداء محفظتهم الاستثمارية التي قد تشميل طيفاً من الأسهم أو فئات الأصول الأخرى على أساس مرجح بالمخاطر. كما يمكن مقارنة قراءة نسبة سورتينو لعدد من المحافظ الاستثمارية بما قد يعطي تصوراً أوضح لحجم المخاطر التي ينتج عن التعرض لأي منها.
تقييم استراتيجيات التداول: في عالم التداول، أنت تقوم بإدارة مخاطرك أولاً من ثم كل شيء آخر. حيث قد تعنيك المخاطر الهبوطية التي تنجم عن اتباع استراتيجية ما أكثر من المكاسب التي يمكن تحقيقها. مع تكريز نسبة سورتينو على التقلبات السلبية في الأداء، يمكن استخدام نسبة سورتينو (وفق آلية الحساب السابقة في المثال أعلاه) لتقييم مدى كفاءة أي من استراتيجيات التداول في إدارة مخاطرك.
تعد نسبة سورتينو من بين الأدوات البارزة في إدارة المخاطر وتستخدم لتقييم أداء مدراء الأصول وصناديق التحوط والمحافظ الاستثمارية علاوة على استراتيجيات التداول.
ما يميز نسبة سورتينو هو التركيز على الجانب السلبي من تقلبات العوائد والتي من شأنها أن تمثل الضرر الذي يسعى المستثمر لتجنبه على عكس تقلبات العوائد الإيجابية.
كما تعد نسبة سورتينو من بين مقاييس تقييم العائد المرجح بالمخاطر وتستند في الحساب إلى العائد المحقق مطروحاً منه العائد المستهدف ومنسوبان كليهما إلى تقلبات العوائد السلبية، وهذا ما يميزها عن نسبة شارب المشابهة والتي تعتمد في الحساب على قياس انحراف التقلبات الإجمالية سواء الإيجابية أم السلبية.
افتح حساباً وابدأ الآن
لا توجد عتبة محددة تفصل بين القراءة الجيدة والسيئة لنسبة سورتينو. يجب أن يتم وضع قراءات مختلفة للنسبة في سياق محدد كمقارنة أداء مجموعة من المحافظ الاستثمارية لاستخدامها على النحو الأمثل.
نسبة سورتينو تُحسب عبر المعادلة التالية:
نسبة سورتينو = (العائد المحقق – معدل العائد الخالي من المخاطر) ÷ الانحراف المعياري للعوائد السلبية فقط
وهي تقيس أداء الاستثمار مع التركيز فقط على المخاطر السلبية (الخسائر)، بعكس نسبة شارب التي تأخذ جميع التقلبات في الاعتبار.
يكمن الفرق بين نسبة سورتينو ونسبة شارب في كيفية قياس المخاطر. ففي نسبة شارب تُقاس المخاطر عبر الانحراف المعياري للعوائد بالمجمل سواء الإيجابية أم السلبية. أما نسبة سورتينو تركز فقط على الانحراف السلبي للعوائد بينما تأخذ العوائد السلبية القيمة صفر في حساب الانحراف.
محلل أسواق العملات الأجنبية
سامر حاصل على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد بتخصص البنوك والتأمين. يعمل كمحلل أول للأسواق في شركة XS.com، ويركز في أبحاثه على أسواق العملات والسندات والعملات الرقمية. كما يقوم بإعداد دروس تعليمية مكتوبة ومفصلة تتعلق بفئات الأصول المختلفة واستراتيجيات التداول.
هذه المادة المكتوبة/المرئية تتضمن آراء وأفكارًا شخصية وقد لا تعكس آراء الشركة. لا ينبغي اعتبار المحتوى على أنه يحتوي على أي نوع من النصائح الاستثمارية أو دعوة لإجراء أي معاملات. كما أنه لا يُعتبر التزامًا بشراء خدمات استثمارية، ولا يضمن أو يتنبأ بالأداء المستقبلي. شركة XS، والشركات التابعة لها، أو وكلاؤها، أو مدراؤها، أو موظفوها لا يضمنون دقة أو صحة أو توقيت أو اكتمال أي من المعلومات أو البيانات المتاحة، ولا يتحملون أي مسؤولية عن أي خسائر ناتجة عن أي استثمار استنادًا إلى نفس المعلومات. قد لا تقدم منصتنا جميع المنتجات أو الخدمات المذكورة.